لماذا نعيم الجنة في غاية السرور و الحبور مع الخلد الدائم؟ لماذا عذاب النار في غاية الألم و العذاب مع الخلد الدائم؟
الواقع أن هذا هو عين الحكمة...
أما نعيم الجنة - رزقنا الله و إياكم إياها- فهو في غاية الكمال لأنه ليس عوضاً للعمل، بل هذا النعيم في غاية الكثرة و الكمال لكمال كرم الله و ليس لكثرة عمل العبيد فكمال النعيم متعلق بالله لا بالعبد. و إلا فهل اثنا عشر ركعة - مثلاً -تعتبر عوضاً مكافئاً لبيت دائم في الجنة غاية في العظمة و الترف؟ و الله لو صليت لأحد من أهل الدنيا اثني عشر ركعة لما اعطاك خيمة! و لكن المعطي غير المعطي!
أما عذاب النار- أعاذنا الله و إياكم منها- فهو في غاية العذاب و الألم لأنه بالذات عوض للذنب من كفر و شرك و كبائر- أي عكس ما سبق-. فمن نظر بعين البصيرة علم أن الإصرار على معصية الله - مع العلم بعظمة الله و كماله وتواتر نعمه- ذنب غاية في الشناعة. فمن كابر أو عبد هواه فكفر أو وقع في الكبائر و الموبقات فقد ناسب أن يعاقب بمثل هذا العقاب.
و لو عاش الكافر إلى الأبد، لعصى إلى الأبد و لما نزع، قال تعالى ( ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) فنساب أن يكون عذابه سرمدياً.
نسأل الله من فضله و نعوذ بالله من سيئات أعمالنا.
و الله أعلم